من الصعب للغاية على ذوي الاحتياجات الخاصة تغيير شققهم: ”سكن بشروط قاسية”
وقبل ثماني سنوات، أصيبت آن-لويز سودربوم- 47 عاما- بنزيف في الدماغ. واصبحتْ مريضة بشكل دائم واحتاجتْ إلى سكن أرخص و مناسب. ويبدو أنَّ جهودها توقفت عند كارلسكروناهيم التي لم تعطِها أي أولوية. وتوفرَ حلٌّ طارئ في شقة مكونة من غرفتين عند مالك خاص. إلا أنها لا تستطيع دخول غرفة النوم أو الحمام بمشّايتها، ولا يوجد مكان لمعدات التمارين الخاصة بها في الشقة.ولهذا بدأت البحث عن سكن جديد ملائم.
و لا تعتقد آن-لويز أن تعديل السكن سيعمل بشكل جيد في شقتها الحالية فهي صغيرة جداً وتخطيطها ليس مثاليا.
ـــ و لا أجرؤ على المخاطرة بالبحث، فإذا قلنا أنّ البلدية تدفع تكاليف باهظة لتعديل السكن هنا ثم أجد شقة مثالية لي، هل يمكنني الانتقال والبحث مرة أخرى أم سيكونون مترددين؟
وفقاً لستيفان سوندكويست- المفوض في جمعية DHR وهي منظمة للأشخاص ذوي القدرة الحركية المحدودة- بأن السؤال معقولٌ جدا.
لدى الجمعية حوالي 7,000 عضواً في البلاد حالياً. و يرى العديد من المشاكل التي يواجهها ذوو الاحتياجات الخاصة عند محاولتهم العثور على شقق جديدة مناسبة للإيجار، ويعتقد أن هناك خطرا كبيرا بأن المستأجر قد لا يستطيع الانتقال.
ـــ إذا كان بإمكانك شراء شقة بنفسك فلديك المزيد من الخيارات. أما إذا كنت تستطيع استئجار شقة فقط فيكمنُ الخطر في أنك ستكون عالقا فيها إلى حد ما و سيكون سكناً بشروط قاسية، كما يقول.
ما هي الصعوبات التي يواجهها ذوو الاحتياجات الخاصة؟
DHR تشير إلى ثلاث مشاكل: مخزون الإيجارات القديم، نقص الأولويات لأسباب طبية، و تكييف السكن الذي قد يقيد المستأجر.
إذا كنت تعاني من إعاقة، فيمكنك التقدم بطلب للحصول على منحة لتكييف السكن من البلدية. في الحالة هذه، يتطلب الأمر أنْ تكون بالفعل مقيما في الشقة. وقد أظهر تحقيق لـ Hem & Hyra قبل عامين أنه أصبح من الصعب الحصول على تكييف السكن بعد تغيير القانون في عام 2018. ولكن ستيفان سوندكويست يرى أنه حتى لو تم الحصول عليه، فقد تكون النتائج سلبية ويمكن أن يواجه الشخص صعوبة كبيرة في الانتقال من هناك.
ـــ غالبا ما يتم ذكر تكييف السكن كنوع من المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن قد يحدث العكس. إذا قدرت البلدية أنك تسكن بالفعل في شقة مناسبة، فلن تكون لديهم أي التزام بتوفير تكييف مرة أخرى إذا انتقلت.
التوفر في الشقق
وجرءٌ كبيرٌ من مخزون الإيجارات في السويد غير متاح، وفقا لـ DHR. و لا توجد بيانات دقيقة عن عدد الشقق التي تم تكييفها لتكون متاحة في الوقت الحالي، وفقاً لـ Boverket.
المشاكل تشمل المباني القديمة جدا: تحتوي المباني القديمةعلى مصاعد صغيرة و حمامات ضيقة، وهي ظروف يصعب تعديلها حتى مع تكييف السكن. و هناك ما يقرب من 1.4 مليون شقة للإيجار في المباني السكنية المتعددة في السويد، وفقا لـ Boverket. على الرغم من بناء العديد من المباني الجديدة في العقود الأخيرة، فإن ما يقرب من نصف الشقق المستأجرة في البلاد تم بناؤها قبل عام 1965.
ـــ ستيفان سوندكويست يقول:”من ما فهمته، كان 80 بالمائة من المخزون قبل عشرين عمًا غير متاح للكراسي المتحركة. و من المؤكد أنّ هناك نسبة أكبر من الشقق المتاحة اليوم، لكنها لا تزال مشكلة كبيرة. فهناك الكثير من مخزون الإيجارات في السويد الذي لا يزال غير متاح لاصحاب الاحتياجات الخاصة.”
أسباب غير صالحة للانتقال
و هناك ظروف يمكن أن يعتقد البعض أنها ذات أهمية وقد تبدو الأسباب بديهية للبعض إلا أنها ليست كذلك. فالاكتظاظ السكاني أو القرب من الأقارب لا يتم اخذهُ بعين الاعتبار. كما أن توفير مكان لمعدات التمرين ليس مضموناً على الرغم من أنه قد يسرع من إعادة التأهيل.
ـــ ”هذا ليس من ضمن حقوقك. السبب الوحيد الذي يتيح لك رفض شقة هو عدم قدرتك على وضع كرسيك المتحرك فيها”، يقول ستيفان سوندكويست.
لكن ماذا لو لم تتمكن من الدخول إلى غرفة النوم للوصول إلى سريرك؟
ـــ ”طالما يمكنك وضع السرير في مكان ما، فهذا يكفي. والمعالج المهني وحده الذي يمكنه القدوم ليقول حرفيا إنك لا تستطيع إيجاد مكان ما يمكن أن يتيح لك التبديل.”
حق الأولوية لمن لديهم احتياجات خاصة في سوق السكن يختلف حسب المنطقة التي تعيش فيها في البلاد.
وفقاً لأحدث استبيان من منظمة المصلحة العامة السويدية، فإن حوالي ثلثي شركات الإسكان البلدية تقدم نوعا من الأولوية. و منح الأولوية للأشخاص الذين حصلوا على وظيفة في بلدية جديدة وبالتالي يحتاجون إلى الانتقال يعدُّ سبباً اكثر شيوعا.
وأربعة من بين كل عشرة شركات سكن فقط يجيبون بأنهم يمنحون الأولوية للأشخاص ذوي الإعاقات الطفيفة. كما يمنح العدد نفسه تقريبا الأولوية للأشخاص لأسباب طبية أو اجتماعية.