من يحق له البقاء في الشقة؟
تأخذ الحياة منعطفات غير متوقعة أحيانا. قد يطرق الموت الباب، أو قد ينتهي الحب بالانفصال. و ننتقل بعيداً عن بعضنا، و يتم الطلاق وندخل في تركيبات جديدة. و فجأة تبرز مسألة عقد الإيجار ماذا سيحدثُ به. هل الطرفان مسجلان في العقد؟ وإذا لم يكن كذلك، ماذا يحدث حينها من الناحية القانونية؟ و هل يهم إذا كان هناك أطفال في الصورة؟
القاعدة الأساسية هي أنه لا يجوز لأيّ شخص أنْ يتولّى عقد إيجار شقة بدون موافقة المالك، و لكن هناك استثناءات. من يحقُّ لهُ البقاء بعد تقسيم الممتلكات في حالة الطلاق، الانفصال أو الوفاة ليس مسألة تتعلق فقط بقوانين الإيجار، بل تلعب القوانين الأسرية دوراً فيها أيضاً. على سبيل المثال، يجب على المالك قبولَ مستأجر تم تخصيص العقد له بعد تقسيم الممتلكات أو عند وفاة المستأجر الشريك.
و يمكن القول إنَّ القاعدة الأساسية هي أن الشخص الذي يحتاج إلى الشقة أكثر من غيره هو من يحق لهُ الحصول عليها. لكن هذا ليس دائماً صحيحاً. فكيفية تحديد الاحتياج تختلف من حالة لأخرى.
عند الزواج
-
الطلاق: شخصٌ واحدٌ مسجلٌّ في العقد
عاشتْ ميا وبير معا في شقة مكونة من ثلاثة غرف لمدة سبع سنوات وتزوجا ودام زواجهما خمس سنوات. وكانت ميا و مسجلة على عقد الإيجار فقط. الآن، التقت ميا بشخص آخر وترغب هي وبير في الطلاق. من يحق له البقاء في الشقة؟
يقول القانون:
يُمنح الحق في البقاء في السكن المشترك للطرف الذي يحتاجه بشكل أكثر عند الطلاق. ولكن لكي يتمكن الطرف الذي ليس مسجلاً على العقد من الحصول عليه، يجب أن تكون اسبابه معقولة. وبالتالي، يمكن لبير البقاء في الشقة إذا كان هو الأكثر حاجة إليها. على سبيل المثال إذا كان لديه صعوبة أكبر في الحصول على سكن آخر مقارنة بميا. أو إذا كان الزوجان لديهما أطفال وكان من المقرر أن يعيشوا مع أحد الوالدين، فإن هذا الوالد سيحتفظ بالسكن. أما إذا واجهت ميا وبير صعوبة في الاتفاق على من يحق له البقاء في الشقة عند الانفصال، يمكنهما طلب تعيين مسؤول عن تقسيم الممتلكات من المحكمة الذي سيحدد من هو الأكثر حاجة للشقة. ويجب عليهما دفع رسوم للمحكمة (900 كرون) ودفع نصف تكاليف أتعاب المسؤول.
تذكر هذا:
حتى إذا كان هناك اتفاق زواج ينص على أن السكن هو ملكية فردية ولا يندرج ضمن تقسيم الممتلكات، فإن القاعدة عند الطلاق هي أنّ الطرف الذي يحتاج السكن أكثر يحق له الحصول عليه.
-
انفصال الزوجين الذين لديهما اطفال
ميشيل وياسمين متزوجان منذ خمسة عشر عاما ولديهما طفلين، أحدهما 6 والآخر 8 سنوات. الآن، سيحدث انفصال وسيسكن الأطفال بالتناوب أسبوعياً مع احد الوالدين. لا ميشيل ولا ياسمين يرغبان في ترك الشقة الكبيرة المشتركة، لكن يجب على أحدهما الانتقال.
ما يقوله القانون:
كما ذكر أعلاه، الشخص الذي لديه أكبر حاجة للسكن يحق له الاستمرار في العيش فيه. و كحلّ بديل، ربما خلال فترة انتقالية، يمكن للأطفال البقاء في الشقة ويتناوب الوالدان السكن فيها أسبوعيا.
-
طلاق الزوجين، وكلاهما مسجل في العقد
تورا وماريا متزوجان منذ 25 عاما، ولكن زواجهما كان يعاني منذ فترة، والآن أصبح الطلاق أمرا لا مفر منه. و كلاهما مسجلا في عقد الإيجار منذ عشرين عاما. ماذا ينص القانون بشأن السكن؟
ما يقوله القانون:
كما ذكر أعلاه، الشخص الذي لديه حاجة أكبر للسكن يحق له وحده الاحتفاظ بالعقد. لا حاجة لإجراء تقييم المعقولية نظرا لأن كلا الطرفين مسجلين في العقد.
… في حالة التعايش (سامبو)
-
في حالة التعايش- حيثُ يملك أحد الشركين عقد الشقة قبل الانفصال
بول يمتلك شقة للايجار منذ سنوات عديدة. و قبل أربع سنوات انتقلت تينا للعيش معه، وقد أنجبت الآن طفلهما المشترك. بول لم يكن يرغب في أن يصبح أبا ولا يريد المشاركة في الحضانة. و يريد الانفصال والعيش وحده مرة أخرى في شقته. تعتقد تينا أن لها ولطفلهما الحق في البقاء في الشقة. هل يمكنها أن تطالب بالشقة؟
ما يقوله القانون:
إذا كان المتعايشين قد اشتريا الشقة معا وليس لديهما أطفال مشتريكن، فعادة ما يحتفظ الشخص الذي يملك العقد بالشقة. ولكن في الحالة هذه، يوجد طفل مشترك يجب أخذه في الاعتبار. إذا كان الطفل سيعيش بشكل أساسي مع تينا، فيمكن أن يُمنح العقد لها لأنها تُعتبر صاحبة الحاجة الأكبر للشقة.
ملاحظة:
إذا انتقل أحد الشريكين غير المتزوجين من شقة الآخر التي ليست جزءً من الممتلكات المشتركة، ولكنه يرغب لاحقا في المطالبة بالاحتفاظ بعقد الإيجار، فيجب أن يحدث ذلك في غضون ثلاثة أشهر. أما إذا انتقلت تينا، ولكن بعد أربعة أشهر أو أكثر ومن ثمَّ أرادت محاولة الاحتفاظ بشقة بول، فلن يكون ذلك ممكنا بعد الآن. (ينطبق الإطار الزمني نفسه تجاه الورثة في حالة الوفاة.)
-
والد لديه طفل من علاقة سابقة ويعيش مع شريك
مالين تعيش مع إريك، الذي لديه ابن بالغ تقريبا من علاقة سابقة. لقد عاشوا جميعا معا لمدة خمس سنوات في شقة مستأجرة مكونة من أربع غرف. و الآن، قرر مالين وإريك الانفصال، ويريد إريك الانتقال إلى مدينة أخرى والتنازل عن عقد الإيجار لابنه، لكن مالين ترغب في الاحتفاظ بالعقد أيضا.
يقول القانون:
إذا لم يكن إريك بحاجة إلى الشقة، فمن حق مالين الاحتفاظ بالعقد لأنها تعتبر الشريكة الحالية، وعند انفصال الشريكين غير المتزوجين، يكون للشخص الذي لديه أكبر حاجة للشقة الحق في الاحتفاظ بالعقد. لكن إريك يحتاج إلى موافقة مالين – وكذلك موافقة المالك – إذا أراد التنازل عن عقد الإيجار لابنه.
شريكان حصلا على شقة معا في الوقت نفسه ثمّ قررا الانفصال
كارين وأليسا شريكتان تعايشتا معاً في شقة منذ خمس سنوات. وقد قررتا الانفصال الان. و من الصعب جداً الحصول على عقد إيجار في المدينة ولا تستطيع أية منهما شراء شقة. السؤال هو: من سيحتفظ بعقد الإيجار الذي يحمل اسميهما؟
ماذا يقول القانون:
عند انفصال شريكين غير متزوجين اشتريا مسكنهما معاً، تطبق نفس القواعد كما في حالة الطلاق: الشخص الذي يكون بحاجة أكبر إلى الشقة هو الذي يحتفظ بعقد الإيجار. إضافة إلى الأطفال المشتركين، يمكن أن تلعب العوامل الاقتصادية دوراً في تحديد من يكون بحاجة أكبر، وكذلك ما إذا كان من الممكن العثور على سكن عبر الأقارب أو الأصدقاء أو العائلة. إذا كان من الصعب تحديد من لديه الحاجة الأكبر، يمكن تعيين محكم تقسيم من قبل المحكمة.
نقاط للتفكير:
من الممكن توقيع اتفاقية بين الشريكين غير المتزوجين حيث يتم إلغاء قوانين الشراكة المنزلية، على سبيل المثال، يمكن الاتفاق على أنّ الشقة التي تم الحصول عليها معاً لا تدخل في تقسيم الممتلكات، أو أن الشقة التي تخصُّ أحد الشريكين لا تدخل في التقسيم. ولكن إذا كان أحد الشريكين بحاجة أكبر إلى السكن عند الانفصال، فيمكنه الاحتفاظ بالشقة إذا كان ذلك معقولاً. ومع ذلك، إذا لم يكن لدى الزوجين أطفال معاً، فيلزم وجود أسباب قوية جداً ليحصل أحد الشريكين على شقة الآخر عند الانفصال.
عند وفاة أحد الشريكين
7. وفاة الشريك الذي كان عقد الإيجار باسمه
لينارت كان لديه عقد إيجار الشقة التي عاش فيها مع غريتا طوال حياتهما الطويلة معاً. عندما توفي لينارت بعد فترة قصيرة من المرض، شعرت غريتا بالقلق من أنها قد تضطر إلى الانتقال.
ماذا يقول القانون:
كمتزوجة باقية على قيد الحياة، يحق لغريتا أن تأخذ عقد الإيجار. وينطبق هذا حتى لو كان لينارت هو الذي كان عقد الإيجار باسمه. يجب على المالك قبول نقل عقد الإيجار ولا يحق له التحقق مما إذا كانت غريتا مقبولة كمستأجرة.
نقاط للتفكير:
باعتبارك شريكا باقياً على قيد الحياة، يحق لك أخذ عقد الإيجار حتى لو كان الشريك المتوفى قد قرر إنهاء عقد الإيجار قبل وفاته.
8. وفاة الشريك الذي يحمل العقد
بعد عام من انتقال تيم للعيش مع نيللي في شقتها، توفيت نيللي في حادث سيارة. يريد المالك تأجير الشقة لشخص آخر، لكن تيم يعتقد أنه كشريك يجب أن يكون له الحق في البقاء.
تنص القوانين:
إذا توفي أحد المستأجرين، فإن الشريك الباقي الذي يعيش في الشقة له الحق في استلام عقد الإيجار. لذلك، يمكن لتيم البقاء في الشقة ولديه الحق في أخذ عقد نيللي بدون موافقة المالك.
9. الشريك الثري/الزوج/الزوجة والشريك الفقير المتوفي
ليلى هي شريكة منذ فترة طويلة مع كريم، الذي توفي بعد فترة من المرض. لا يوجد لدى الزوجين أطفال. كان كريم هو من يدفع إيجار الشقة المشتركة لأن ليلى عاطلة عن العمل وليس لديها أموال مدخرة. بالمقابل، كان كريم يحصل على راتب مرتفع ولديه ثروة صغيرة. هل يمكن لليلى استلام عقد الإيجار للشقة؟
تنص القوانين:
نعم، كشريكة يحق لليلى استلام الشقة بدون أن يقوم المالك بالتحقق مما إذا كانت مؤهلة مستأجرة.
ظروف اخرى
10. أصدقاء يتشاركون السكن
تشارك مي شقة مع صديقتها فاطمة، التي تستاجرُ للشقة. فاطمة حصلت على وظيفة في مكان آخر وستنتقل. مي ترغب في أخذ عقد الإيجار. هل يحق لها ذلك؟
يقول القانون:
ليس لدى مي حق في الاستيلاء على الشقة، إلا إذا وافق المالك طواعية على ذلك. كمستأجرة، يمكن فقط تحويل عقد الإيجار إلى شريك حياة أو شخص قريب آخر تم السكن معه بشكل دائم، والذي عادةً ما يكون لمدة ثلاث سنوات على الأقل. ”الأقارب” يعني الأهل، والأبناء، والإخوة، وغيرهم من الأقارب، وليس صديق.
11. أب عازب مع طفل حيث يعيش سيكستين مع ابنه
كال، 19 عاما، يعيشُ في شقة إيجار من غرفتين. في يوم ما، يتعرض سيكستين لإصابة خطيرة في مكان عمله ويموت نتيجة الحادث. ماذا يحدث لعقد إيجار سيكستين؟
ماذا يقول القانون:
يمكن لورثة المتوفى تحويل الشقة إلى كال، لأنه يعيش مع والده في الشقة. يمكن تحويل عقد الإيجار إلى الأبناء، الأحفاد، أو غيرهم من الأقارب الذين عاشوا مع المتوفى في الشقة بشكل دائم، والذي يعني حتى ثلاث سنوات. يتطلب الأمر موافقة المالك أو قرار من لجنة الإيجار. تقبل لجنة الإيجار التحويل إذا كان ذلك معقولاً، أي إذا كان من المحتمل أن يتمكن كال من دفع الإيجار وليس له سجل من السلوك المزعج.
تذكر هذا:
في حالة وفاة مفاجئة وغير متوقعة، قد يحق لشخص قريب أن يتسلم عقد الإيجار حتى بعد فترة أقل بكثير من ثلاث سنوات كساكن مشترك. على سبيل المثال، هناك حالات قضائية حصل فيها رجل عاش مع والدته لأربعة أشهر على حق تحويل عقد الإيجار بعد وفاة والدته فجأة بنوبة قلبية.
12. أحدهم يرفض الانتقال بغض النظر عما يقوله القانون
لوتا وبرنت كانا في علاقة غير متفقة وفي النهاية، ملّت لوتا. تريد الانفصال. قد غادر أطفالها -من علاقة- سابقة المنزل. بما أن الشقة هي شقة لوتا، تريد أن يخرج برنت منها. ولكنه يرفض الانتقال ومع ذلك فهو لا يطالب بأخذ الشقة. و انما يريد الاستمرار في العيش مع لوتا.
ماذا يقول القانون:
الشقة ليست ملكية مشتركة ولا توجد أسباب خاصة تجعل برنت يستحق الاستيلاء على العقد. يمكن للوتا التوجه إلى kronofogdemyndigheten لطلب المساعدة في إخلاء الشقة.
تذكر هذا:
إذا أصبحت الحالة تهدد السلامة، اتصل بالشرطة.
إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق، يمكن لمحكمة الصلح تعيين مُدير تقسيم (عادةً محامي) لتحديد من لديه أكبر حاجة للشقة. يمكن للطرف الذي لا يرضى عن قرار المُدير تقديم دعوى في المحكمة.
العوامل التي تؤثر في القرار تشمل:
-
من سيعيش مع الأطفال المحتملين أو من يتحمل المسؤولية الأطفال الرئيسية .
-
من يجد صعوبة أكبر في الحصول على سكن بطرق أخرى (مثل الوضع المالي، وقت الانتظار في قائمة السكن، الشبكات مثل العائلة والأصدقاء والمعارف، إلخ).
-
إذا كان هناك مرض أو إعاقة تجعل من الصعب الانتقال.
-
المسافة إلى العمل أو المدرسة أو أصدقاء الأطفال، وما إلى ذلك.
… كلا من قانون الزواج وقانون الشراكة محايدين جنسياً اي أن القوانين تنطبق على الأزواج والشركاء سواء كانوا مثليين أو مغايرين جنسياً.
