خالد يضطر لدفع ثمن تجديدات مزدوجة: ”هناك أناس يبكون”
في ظلّ المطر والظلام، يسير مائة أو نحو ذلك من المستأجرين عبر الساحات في Siriusgatan في يتبوري مساء هذا الشهر. ويحمل الكثير منهم لافتات مغطاة بالملصقات: ”لا مزيد من الزيادات في الإيجار” ، ”لا زيادة في الإيجار للصيانة الضرورية” ، ”Familjebostäder: استمعوا إلى المستأجرين”.
– أنا عاملُ نظافة وأبدأ الساعة الرابعة. أنا متعبٌ جداً ويجب أن أنامَ الآن، لكني أريد أن أكون متواجداً بين صفوف الاحتجاج ضد شركة Familjebostäder. سألنا عن المبلغ الذي يريدون زيادته، لكنهم لا يريدون أن يقولوا، كما تقول نورا أبو بكر، التي تعيش في المنطقة.
موكب الشعلة هو احتجاج على خطط مالك الشقق السكنية التابعة الى البلدية للقيام بتجديد شامل آخر. هذا وقد تمَّ بالفعل تجديد الواجهات والأسطح والنوافذ والشرفات والبيئات الخارجية منذ سنوات عديدة.
التجديدُ الخارجي هذا يؤدي إلى زيادة الإيجار بما مجموعه 750 كرون لكل أسرة على مدى خطوات في السنوات الستة الأخيرة. وهي زيادة ملحوظة في منطقة يكون فيها متوسط الدخل نصف متوسط يتبوري فقط (انظر الى الحقائق في اسفل المقال).
لكن سكان Siriusgatan لديهم المزيد مما يدعوهم للقلق فيما يخصُّ التجديد الخارجي. حيثُ اكتشفت شركة Familjebostäder أضرار الرطوبة داخل المباني السكنية الكبيرة والتي قيمتها الشركة بضرورة الإصلاح الفوري.
وفيما يتعلق بالتجديد الأساسي، تريد Familjebostäder تدمير الحمامات وإصلاحها مرّة ثانية عن طريق وضع البلاط على الأرضية والجدران بالكامل. وتُعتبر الإجراءات هذه بمثابة رفع للمعايير وستؤدي إلى زيادة في الإيجارات. ولا أحد يعلم كم ستكون الزيادة الحاصلة.
الامكانية ضعيفة على الرغم من وجود عمل
لكنّ القلق واردٌ بشكل كبير بين السكان. أوبا حسين تم تجديد شرفتها ونوافذها في الشقة المكونة من ثلاثة غرف. وبدأت الزيادة القياسية تضغط في دفع الإيجار.
– أدفع 6700 كرون الآن . إنه أمرٌ صعب لأنني أعيش لوحدي. وأعمل ممرضة في دار لرعاية المسنين وليس لدي تعويض سكن.
يعيش الأب العازب خالد عروف في شقته في Siriusgatan منذ 15 عاما. وهو الآن عضو في المجموعة الاستشارية. هناك، تناقش المستأجرون مع جمعية المستأجرين التجديد الأساسي مع Familjebostäder الخريف الماضي.
لقد تمّ إغلاق النقاش منذ البداية، فالمالك يأخذ في الاعتبار أنه خطط لأدنى مستوى أساسي للترميم يمكن أن يكون مستداما على المدى الطويل، بينما لا يرغب المستأجرون في رؤية أي زيادة قياسية على الإطلاق.
– نحن لا نعيش هنا لأننا مرتاحون، فهناك مخدرات في كل مكان. أنت لا تريد ان يعيش أطفالك هنا. لكننا نعيش هنا لأن لدينا إيجاراً معقولا، كما يقول خالد عروف.
– يريدون إجراء تجديد في الحمام. وقد قلنا إنه إذا كانوا يرغبون بإجراء تغيير أساسي فنحنُ لسنا ضده ولكن ليس على حسابنا. يبدو أنهم يريدون فقط أي عذر لرفع الإيجارات طوال الوقت.
لا يقلق خالد على نفسه فلديه وظيفة وبعض الامكانية الهامشية التي قد تساعده و لكنه يعلم أن العديد من الجيران الآخرين يعانون بالفعل من الناحية الاقتصادية.
– هناك أناس يبكون. فهناك من قد لا يكون لديهم طعام ليأكله. هل تفهمين؟ والناس هنا لا يكسبون 50 ألفا وإنما 15 ألفا بعد الضرائب. كيف سينظمون امورهم؟ هناك من لديه دخل واحد فقط، وأشخاص لا يعملون، ومتقاعدون.
– سيُجبر الناس على الانتقال الى مكان آخر أو الانتقال من شقة من ثلاثة غرف إلى اثنتين. أو ينتقلون ويعيشون في مكان آخر. السؤال الى أين.
فوجئت بردود الفعل القوية
جاءت الاحتجاجات بشكل مفاجيء وغير متوقع بالنسبة لـ Familjebostäder، حيثُ ان عملية التشاور لا تزال جارية، ولم يتم التفاوض على أي زيادات في الإيجار حتى الآن. لذلك، لا تريد الشركة إعطاء أي أرقام، كما تقول مديرة الاتصالات كاترين أمغارث.
– نحن عادة لا نفعل ذلك أبدا.فردود الفعل القوية جاءت على حين غرّة قبل أن ننهي العملية. ولم نبدأ حتى بالحصول على موافقة الادارة ، لذلك لا نعرف ما يفكر فيه المستأجرون بالفعل.
كيف فكرتم فيما يخص بتدابير الصيانة ورفع المعايير؟
– هذه المنازل تابعة لمنازل برنامج المليون ونريدها أن تدوم لفترة طويلة قادمة. لا نرى حقا أنَّ هناك خيارات أخرى غير اختيار البلاط. لأنه سيستمر لعدد كبير من المستأجرين في المستقبل. هذا هو المعيار الذي لدينا دائما.
يشعر المستأجرون الذين تحدثنا إليهم بالقلق من الاضطرار في النهاية إلى دفع آلاف عديدة إضافية شهريا بعد كل التجديدات وزيادة الإيجارات المنتظمة، في منطقة يواجه فيها الكثيرون بالفعل صعوبة في تلبية احتياجاتهم. كيف ترى ذلك؟
– عدة آلاف لن تكون آنية. هذا ما يمكنني قوله.
– نحن نكن الاحترام الكامل لحقيقة أن الناس قد يكونون قلقين من حدوث زيادات كبيرة في الإيجارات. ليس أقلها في هذه الأوقات، عندما يصبح كل شيء آخر أيضا أكثر تكلفة. لكن من المؤسف بعض الشيء أن يُخلق الخوف والقلق ربما لا ينبغي أن يكونا موجودين بالفعل.
أجرت جمعية المستأجرين في Norra Gothenburg دراسة استقصائية بين ما يقرب من 1000 أسرة في Siriusgatan. جاء فيها أنّ من بين أكثر من 400 مشارك بقليل، أي الثلث قد يتعين عليهم الانتقال إذا تمت زيادة الإيجار بمقدار 200 كرون أخرى.
كما وقع ما يقرب من 230 شخصا في المنطقة على عريضة تتضمن التماسا لتجنب زيادة أخرى في الإيجار نتيجة أعمال التجديد.
يبلغ متوسط الدخل لسكان Siriusgatan هو 171.500 كرون. هذا ما يقارب نصف متوسط دخل يتبوري البالغ 335300 كرون.
المصدر: مدينة جوتنبرج لعام 2020 والأعمار من 20 إلى 64 عاما. يشمل الدخل الراتب أو المعاش والدخل من الأنشطة التجارية وإعانة المرضى والمزايا الأخرى الخاضعة للضريبة من وكالة التأمين الاجتماعي السويدية.