أموال صندوق الاستثمار تقدم لسوزانّا فائدة ذهبية
كانت سوزاناّ مفلسة وعاطلة عن العمل. وحينما قرأت في جريدة ما عن أن هناك مؤسسات يمكنها التقدم اليها بطلبٍ للحصول على منح مالية، قدمت سوزانّا محاولاتها ثم حصلت تدريجيا، ومع الوقت، على ١٠٠٠٠ كرونة. كان هذا في منتصف الثمانينات، وبالطبع كانت الاموال أكثر مما هي عليه الان. بعد ذلك تعرضت سوزانّا الى مطباّت في حياتها حيث أصيبت بهشاشة العظام، كما حصلت على تقاعد مبكر منذ ما يقارب عشرين سنة. وقبل ذلك كانت سوزانّا قد عملت طباخة في الخدمة المنزلية لكبار السن. في تلك الأثناء أصبح لديها ثلاثةُ أطفال وهي عزباء ووحيدة.
وبفضل هذه المنح المالية من قبل هذه المؤسسات وصناديق الاستثمار أُتيح لسوزانّا أشياء وخبرات وتجارب لم تتمكن منها من قبل. آخرها عندما تقدمت بطلب من أجل منحة مالية للحصول على سرير متحرك يمكنها من رفعه الى الأعلى وخفضه الى الاسفل.
هذا وذهبت صناديق الاستثمار الى أبعد من ذلك، الى أشياء أكثر متعة. حيث تمكنت سوزاناّ في الصيف ٢٠١٧ الى السفر الى جزيرة كريت مع حفيدتها إيزا، والتي بلغت من العمرة ١٤ عاما.
– كانت الرحلة مريحة وجيدة لمرضي أيضا. أشعر أن مفاصلي تحسنت بسبب المناخ الدافئ. فحالتي المادية لا تسمح لي بالسفر بدون منح صناديق الاستثمار.
في الرحلة هذه كانت معها الصديقة الحميمة مارياّ ستراسمان. سوزاناّ وماريا تعيشان في نفس حديقة الفناء المفتوح للشقق السكنية في منطقة بورصلوف في أطراف مدينة هيلسنبوري. الصداقة لهما تعني كثيرا. ماريا تعمل ممرضة مناوبة، ولديها بنت عمرها ثمان سنوات وتقوم برعايتها بشكل كامل لوحدها. في بعض الأحيان تقوم ماريّا بمساعدة سوزانّا بالعناية بابنتها، وتلتفت الاخيرة لحياتها أيضا. كلاهما يعيشان في نفس المنطقة وقد اعتدن منذ مدة طويلة الى الجيران في ممشى الفناء المفتوح.
حاليا تبحث سوزانّا لاندغرين عن ثمانية الى عشرة صناديق استثمارية في السنة. بعضها متكرروالأخر تقدم لهم طلباتها لأول مرة.
ـ بعض صناديق الاموال قد تكون سرية وصعبة المنال، ومن النادر أن تُعلن هذه الصناديق بشكل تقليدي في الصحف الصباحية عن مواعيد التقديم. وأنا لم أعد مشتركة في أية جريدة محلية منذ سنوات عدة، ولكن لحسن الحظ لدي صحيفة مجانية تعلن فيها صناديق الاستثمار المواعيد المخصصة للتقديم، تواصل سوزانّا حديثها.
منذ بضعة سنوات انتشرت ظاهرة مشاركة الطعام والملابس في وسائل التواصل الاجتماعي. ومنذ ما يقارب ٣٠ سنة قدمت سوزاناّ على هذه المنح للمؤسسات وصناديق الاستثمار وحصلت بالتالي على المساعدات. أسست سوزانّا مجموعة في الفيسبوك اسمها ”نحن الذين نبحث عن المؤسسات وصناديق الاستثمار”.
كانت ردود الفعل أبعد من هذه التوقعات، حيث لدى سوزانّا اليوم ٦٠٠٠ متابع على الفيسبوك. أعضاء هذه المجموعة ينصحون بعضهم البعض، وسوزانّا أيضا تساعدهم، فهي على اتصال يومي بهؤلاء الأعضاء، لأنه ليس من السهل الوصول والتعرف على هذه المؤسسات. فغالبيتها ليست لديها صفحة الكترونية على الأنترنيت. والبيانات التي تخص هذه المؤسسات في الصفحة الإلكترونية التابعة لمجلس المقاطعة لا تُحدّث بشكل مستمر. علاوة على ذلك فالتقديم على هذه الطلبات يتطلب إجراءات إدارية كثيرة.
العديد من الناس يسألوني إذا كان بالإمكان التقديم على طلب المنح نيابة عنهم ولكني لا أقوم بذلك. فهذا يستغرق الكثير من الوقت. لكني أود الجلوس في المكتب الاجتماعي لساعة من الوقت في كل اسبوع كي أساعد الناس في ملئ الاستمارات المطلوبة. العديد من الناس لا يعرفون ان هذه الفرصة موجودة للناس ذوي الدخل القليل.