القواعد المكتوبة وغير المكتوبة في غرفة الغسيل
بدأت ظاهرة غرف الغسيل المشتركة في الانتشار في السويد في 1950 من القرن الماضي، كجزء من فكرة المنزل الشعبي. و انتشرت الظاهرة بسرعة وسرعان ما توفرت غرف الغسيل هذه إلى 80 في المائة من جميع الأسر في المباني متعددة العائلات وفي بداية 1970، ارتفعت النسبة إلى 94٪.
غرفة الغسيل المشتركة موجودة مبدئياً فقط في السويد أما في البلدان الأخرى فمن الشائع أن يكون لديك غسالة ملابس خاصة بك في الشقة، أو أن تقوم بتسليم الملابس المتسخة إلى المغسلة.
القواعد المكتوبة وغير المكتوبة
إذن ما هي القواعد المكتوبة وغير المكتوبة فيما يتعلق بإحضار ملابسك المتسخة لغسلها في الغرفة ذاتها التي يستخدمها الآخرون ؟
تصف عالمة الإثنولوجيا كريستينا ليند غرفة الغسيل بأنها منطقة شبه خاصة، وهي بين مساحة خاصة وعامة، في كتاب ’’ غرفة الغسيل -تاريخ سويدي’’ حيثُ من جهة توجد فيها فرصة للتواصل الاجتماعي مع الجيران القدامى والجدد، ومن جهة أخرى تنشأُ فيها صراعات وخلافات عندما تصطدم وجهات نظر مختلفة عن الأوساخ والنظام. فعلى الشخص الذي يقوم بالغسيل التزامات، ولكن في الوقت نفسه لا يتحمل مسؤولية غرفة الغسيل بقدر ما يتحمل مسؤولية منزله.
في بعض الأحيان يكون للمالك أحكام، ثم عليك فقط اتباعه بالاضافة الى وجود العديد من الأشياء العملية.
بالنسبة للمستأجر من المهم أن يحجز أوقات الغسيل وأن يقوم بالتنظيف بنفسه. تقول جوانا لوندمارك في مركز خدمة جمعية المستأجرين أنه من الآراء الشائعة لدى المستأجرين أنَّ الشخص الذي استخدم الغرفة قبله لم يقم بتنظيفها.
و عندما يتعلق الأمر بالتنظيف، فإن القاعدة الأساسية هي ترك غرفة الغسيل في الحالة التي تتمنى أن تراها .اي قم بإزالة الوبر من نشافة الملابس، وقم بتفريغ حجيرات المنظفات وتنظيف الأرضية إذا لزم الأمر.
من المهم أيضا مساعدة الآخرين فإذا تعطلت الآلة أثناء وقت الغسيل، فيجب عليك إبلاغ المالك بذلك.
ومن مسؤولية المالك التأكد من وجود عدد كافٍ من الغسالات وأوقات الغسيل وأن دورات الغسيل طويلة بما فيها الكفاية.
– إذا كنت غير راضٍ، فبإمكان العديد من المستأجرين الاجتماع وتقديم آرائهم إلى المالك، كما تقول جوانا لوندمارك.
أكثر الأشياء التي تُسبب الإزعاج
تُعتبرُ غرفة الغسيل أكثر مساحة عامة يشتكي منها المستأجرون لدى شركة السكن هذا ما يوضحه آخر استطلاع أجرته Hem & Hyra. وأكثر الأشياء التي تُسبب الإزعاج بين المستأجرين هي سوء التنظيف ويأتي بعدها سرقة أوقات الغسيل المحجوزة مسبقاً.
ومن الأشياء الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى النزاعات هي نسيان الغسيل وعدم تنظيف الوبر من نشافة الملابس بالإضافة إلى الضوضاء الصادرة عن الغسالات وخزائن التجفيف.
لماذا يغضب الناس جدا؟
تقول عالمة النفس إيدا فلينك من جامعة أوريبرو إن البشر مبرمجون للبحث عن السلبيات بدلاً من الإيجابيات. كما نجد أيضاً أنه من الأسهل مسامحة أنفسنا إذا ارتكبنا شيئا خاطئا، مقارنةً إذا ارتكب الآخرون أخطاء أو كانوا مهملين.
ولدينا نزعة لتفسير سلوك الآخرين بشكل سلبي ايضاً. فنحنُ نعتقد أنهم يفعلون أشياء عن قصد بينما نفسر أخطائنا على أنها زلّة. ويلعبُ المزاج دوراً مهماً أيضا.
تؤدي النزاعات في بعض الأحيان الى ترك ملاحظة مكتوبة، وهو أمر لا تنصح به جوانا لوندمارك بشدة في مركز خدمة جمعية المستأجرين. وتقول إنه في أسوأ الأحوال، يمكن أن يؤدي إلى تصاعد الخلاف.
– كتابة الملاحظات أمر شائع ولكن ليس بالأمر الجيد ، فقد تصبح مزعجة بسهولة ولا تعرف ما إذا كان الشخص المناسب يقرأها. لهذا من الأفضل أن تحاول التحدث مع الشخص وجهاً لوجه، بقدر الإمكان، فيما إذا كانت لديك آراء حول شيء ما. أما إذا كنت لا تعرف من هو الشخص، فيمكنك الذهاب إلى المالك، كما تقول.
تساعد أنظمة الحجز الرقمية على تقليل المشاكل في غرف الغسيل، فلدى الشخص الذي حجز فقط حق استخدام غرفة الغسيل وليس من الممكن الاستحواذ على وقت شخص آخر.
– لكن عليك أن تتذكر أن المالك ليس له الحق في الذهاب والتحقق من الشخص الذي حجز وقتا معيناً، ما لم يكن هناك إزعاج أو ما شابه ذلك، كما تقول جوانا لوندمارك.
مستقبل غرف الغسيل
أصبح من الشائع، في الآونة الأخيرة، أن يتم تضمين غسالة ملابس خاصة في شقق البنايات السكنية الجديدة. و بهذه الطريقة، يمكن للمستأجرين غسل الملابس وقتما يريدون دون الحاجة إلى التخطيط المسبق وحجز موعد. ومع ذلك، الاّ ان الخيار هذا ليس الأفضل للبيئة دائماً.
ففي أحدث تقرير لوكالة الطاقة، تم اقتراح مفهومين مختلفين لجعل غرفة الغسيل أكثر جاذبية من حيث البيئة والاقتصاد والاستدامة الاجتماعية: ردهة الطابق الأول واستوديو الغسيل.
يوجد اليوم بالفعل ما يسمى بمكتبات غرف الغسيل في أماكن عديدة – حيثُ توجد رفوف الكتب و يمكن للمستأجرين الجلوس واستعارة الكتب.
لكن التقرير يذهب إلى أبعد من ذلك ويقترح أن يجبُ أن تكون مكانا يشعر فيه الناس بالراحة ويريدون قضاء المزيد من الوقت والتواصل الاجتماعي. يمكن أن يكون هناك، على سبيل المثال ، صالة ألعاب رياضية و مساحة عمل مشتركة وزاوية خياطة وزاوية تغيير ملابس وأرائك وتلفزيون.
في وقت مبكر من عام 1925، بنت HSB للعقارات أول غرفة غسيل في السويد في المنطقة السكنية Röda Bergen في ستوكهولم.
لكنها كانت ملكية عامة، أي تابعة للبلدية ، وكان لها تأثير كبير. كان سكناً جيداً يحتوي على مطبخ وحمام حديثين، ومزلق لرمي القمامة وغرفة غسيل.
كانت الفكرة منذ البداية من غرف الغسيل المشتركة هي تسهيل وتوفير الوقت للنساء، اللاتي اعتدن على غسيل الملابس، وكذلك لتحسين النظافة وخلق تواصل اجتماعي.
ووفقا لوكالة الإسكان السويدية، يمكنك النوم والاستحمام وطهي وتخزين الأشياء في البناية ويجب أن تكون لها نوافذ. كما يجب أن تكون هناك غرفة غسيل مشتركة بالقرب من الشقة. وإذا لم يكن هناك غرفة غسيل، يجب تخصيص مساحة في الشقة لغسيل الملابس.
و لا توجد قواعد بشأن عدد الغسالات التي يجب أن تكون في غرفة الغسيل، ولكن يجب أن تتكيف سعة غرفة الغسيل مع عدد الأشخاص الذين يعيشون في المنزل.
مصادر:
غرفة الغسيل – دراسة متعددة التخصصات ، شبكة وكالة الطاقة للمباني السكنية الموفرة للطاقة.
غرفة الغسيل – تاريخ سويدي كريستينا لوند.