طردها زوجها السابق، ولم تكن مسجلة في عقد الايجار: ”كل أغراضي لا تزال هناك”

Läs artikeln på svenska

في وقت متأخر من إحدى أمسيات أغسطس، عادت آنا للتو من رحلة عطلة مع أطفالها. كانت حينها متعبة وتبحث عن مفتاح المنزل في حقيبتها. و عندما وجدته، شعرت بالارتياح، لكنها اكتشفت أنّ المفتاح لم يعد يناسب القفل. تبين أن زوجها قد غير قفل الباب.

أخبرها أنهُ يريد الطلاق، وأنه ليس لها الحق في دخول المنزل.
– كل ملابسي، أثاثي، ومجوهراتي موجودة هناك. كل ممتلكاتي، تقول آنا، التي ترغب في البقاء مجهولة الهوية وتحمل اسما مستعارا.

اتصلتُ بالشرطة ومالك العقار، لكن لم يتمكن أي منهما من مساعدتها في دخول الشقة بحجة أنها ليست على عقد الإيجار.
عندما حصلت آنا وزوجها على الشقة، كان هو الذي وقع العقد. لم تفكر حينها أن ذلك سيؤدي إلى مشاكل لاحقا.

في انتظار أن يتم الطلاق والانتهاء من تسوية الممتلكات المشتركة، أصبحت آنا بلا سكن ثابت.
– لم أكن مسجلة في طوابير الإسكان لفترة كافية للحصول على شقة. الوضع ميؤوس منه للغاية.

في البداية، عاشت مع أطفالها لدى صديقة مقربة، لكنها الآن تستأجر شقة صغيرة من الباطن مقابل 10,000 كرون شهريا. يعيش الأطفال معها كل أسبوعين.
– أنا عاطلة عن العمل حاليا وحالتي النفسية سيئة للغاية. لذا من الصعب تدبير الأمور المالية مع إيجار مرتفع كهذا، تقول آنا.

لجأت إلى محامٍ عبر مركز بلديتها لدعم ضحايا العنف الأسري relationsvåldscentrum للحصول على حقها في ممتلكاتها والشقة. وتم تقديم بلاغ إلى الشرطة حول واقعة طردها من المنزل.
و حتى إذا لم يكن اسم الشخص مسجلًا في عقد الإيجار، يمكنهُ الحصول على حق السكن في الشقة بعد تسوية الممتلكات المشتركة إذا كان هو الطرف الأكثر احتياجا لها.

لكن تسوية الممتلكات قد تستغرق وقتا طويلًا، وأحيانا سنوات عديدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق واضطر الأطراف للجوء إلى المحكمة.
– خلال فترة الانتظار، يكون الوضع أسوأ بكثير للطرف الذي ليس مسجلًا في عقد الإيجار. و هناك أمثلة على حالات قام فيها الطرف المُسجل على انهاء العقد، مما يترك الطرف الآخر فجأة في الشارع بلا سكن، يقول زيلكو كرانييتش، رئيس الوحدة القانونية في فرع جمعية المستأجرين بمنطقة ستوكهولم.

Foto: Kenneth Samuelsson

العديد من شركات السكن لا تسمح بأن يكون هناك شخصان مسجلان في عقد الإيجار.

زيلكو كرانييتش يعتقد أن ذلك يجب أن يكون معيارا.
– سيُسهل ذلك على الشخص الذي ليس مسجلًا في العقد، والذي غالبا ما يكون المرأة. بهذه الطريقة، لن يتمكن الطرف الآخر من طردها بسهولة أو من وضعها أمام عقد مُنهى فجأة. كما يجب على مالكي العقارات السماح بإضافة الزوج أو الزوجة إلى العقد في وقت لاحق إذا طلب أحدهما ذلك ايضا، كما يقول.

سألت هيم اوك هيرا 34 شركة إسكان عامة وخاصة في مقاطعة ستوكهولم كم عدد الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا مسجلين في عقود الإيجار الخاصة بهم. وأجاب غالبية من استجابوا، 17 من أصل 28، أنهم يقبلون أن يكون هناك شخصان مسجلان معا. ولكن من بين الشركات التي تسمح بذلك، تظل هذه الحلول نادرة – حيث أن حوالي 1 من كل 10 من مستأجريهم فقط لديهم عقد مشترك.

و شركة مالكة واحدة فقط تسمح بإضافة شخص إلى العقد لاحقا.
Svenska Bostäder هي واحدة من الشركات التي كانت تسمح في السابق بأن يكون هناك شخصان على العقد، لكن منذ بضع سنوات أصبحت أكثر تشددا وتسمح بذلك فقط في حالات استثنائية.

من بين 28,800 شقة تملكها Svenska Bostäder، يوجد حوالي 4,200 عقد حيث وقع شخصان عليه.
– من مسؤولياتنا المهمة هو معاملة الجميع بشكل عادل في طوابير الإسكان. عندما يكون هناك شخصان مسجلان في العقد، يتم استهلاك فترة الانتظار الخاصة بشخص واحد، ولكن للشخص الآخر نفس الحق في السكن. فإذا حصل هذا الشخص على الشقة، فإنه يحتفظ بكل من فترة الانتظار والشقة، بينما يفقد الشخص الآخر العقد وفترة الانتظار. بهذا الشكل، يمكن أن يتم استغلال النظام، تقول إيدا سوديرستين، رئيسة قسم التأجير في Svenska Bostäder.

حتى إذا لم يكن اسمك مدرجا في عقد الإيجار، يمكن أنْ تحصل على حق السكن في الشقة حتى لو لم تكن تسوية الممتلكات المشتركة قد انتهت. ولكن من المهم أن تكون على دراية بحقوقك القانونية.
– سواء كان كلا الطرفين مسجلين في العقد أو إذا لم يكن اسمك مدرجا أصلاً، يمكنك التقدم بطلب للحصول على حق البقاء في الشقة kvarsittningsrätt. يحق لك القيام بذلك سواء كنت متزوجا أو تعيش في علاقة شراكة. وفي هذه الحالة، تقرر المحكمة الابتدائية من له الحق في السكن في الشقة حتى تكتمل تسوية الممتلكات، تقول المحامية ريبيكا لاغ، التي تركز بشكل خاص على قضايا مثل العنف في العلاقات القريبة.

Foto: David Lagerlöf

تقول ريبيكا إنه من الشائع نسبيا أن تستسلم النساء وتغادرن المنزل أثناء عملية الطلاق إذا كان الرجل هو المسجل في عقد الإيجار.
– ربما تشعر المرأة بالتهديد والخوف. لكن إذا غادرتِ المنزل مباشرة، يصبح من الصعب جدا الحصول على حق البقاء في الشقة.

يمكن أن تكون الاستعانة بمساعدة قانونية مكلفة، وليس لدى الجميع هذه الإمكانية.
– رفع قضية للحصول على حق البقاء في الشقة أمام المحكمة يمكن أن يكون مكلفا إذا خسرت ولم تحصل على مساعدة قانونية. لذلك قد يكون من المجدي استشارة محامٍ لمعرفة حقوقك. و تقدم العديد من مكاتب المحاماة وحتى مراكز دعم النساء جلسات استشارة قانونية مجانية قصيرة

هناك مزايا وعيوب في أن يكون شخصان مسجلين في عقد الإيجار عندما ينفصلان، كما تقول.
– أحيانا يقوم الشخص المسجل بمفرده في العقد بإنهائه لمجرد إزعاج الطرف الآخر قبل أن تكتمل تسوية الممتلكات. في هذه الحالة، كان من الأفضل لو كان هناك شخصان مسجلان في العقد.

لكن يمكن أن تنشأ مشكلات أيضا إذا كان كلا الطرفين مسجلين في العقد:
– على سبيل المثال، إذا تركت امرأة تعرضت للعنف ربما ووضعت في مأوى محمي لفترة. إذا تجاهل الرجل الذي بقي في الشقة دفع الإيجار، يجب على المرأة دفعه رغم أنها لا تعيش هناك، حتى لا تواجه خطر إنهاء العقد.

ابتداءً من 1 يوليو هذا العام، دخلت قواعد جديدة حيز التنفيذ تهدف إلى تعزيز الحماية للمستأجرين الذين يتعرضون للجرائم من قبل أحد الأقارب. من بين هذه التعديلات، يتم تعزيز الحق في الحصول على عقد إيجار، حتى إذا لم يكن الشخص مسجلًا في العقد.
تتمنى آنا لو أنها تلقت المساعدة المناسبة من البداية من السلطات.
– لو كنت قد تلقيت المشورة الصحيحة في البداية، ربما كنت قد تمكنت من البقاء في الشقة.