هل توجد فرصة للحصول على العدالة بعد تقديم بلاغ ضد التمييز

Läs artikeln på svenska

كارينا يوهانسون هي واحدة من الذين يختبئون في الإحصائيات المجهولة المكونة من 738 بلاغاً مقدما إلى  أمين المظالم المعني بالتمييز. 

لدى كارينا إعاقة تسبب لها آلاما شديدة بحيث لا يمكنها التحرك بدون ادوات مساعدة. وقد مُنحت كارينا سكوتراً كهربائياً من قبل مركز الأدوات المساعدة. وبصفتها مستأجرة كان يمكن لها الحصول عليه فقط إذا ضمنت أنه سيتم حفظه في مكان مغلق. لكنّ بلدية أوربرو كانت قد غيرت القواعد بحيث لم يعد يُمنح الدعم لتعديل الشقق لبناء مكان وقوف السيارات. 

و لم يكن لدى كارينا المال لدفع 20,000 كرون من جيبها الخاص لهذا اضطرت الى بدء حملة تبرعات على فيسبوك. وقد شعرت بالتمييز وقدمت بلاغا إلى أمين المظالم المعني بالتمييز.

ـــ بالنسبة لي كان الأمر واضحاً تماماً. بسبب كوني مستاجرة لم أستطع الحصول على السكوتر الخاص بي. أما الشخص الذي يعيش في فيلا مع مساحة أكبر أو مع موقف سيارة خاص كان سيحصل عليه، تقول كارينا يوهانسون.

قدمت كارينا يوهانسون بلاغاً إلى أمين المظالم المعني بالتمييز الذي لم يُنظر فيه. 

ولكن كما هو الحال بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يُبلغون عن التمييز في مواقف السكن  لم يأخذ  أمين المظالم المعني بالتمييز حتى قضية كارينا للنظر فيها. و يعود ذلك جزئيا إلى تعقيد القانون وأولويات الهيئة ولأن العديد من البلاغات تقع خارج نطاق ما يعتبر تمييزا. من بينها قضية كارينا – وسنتناول ذلك قريبا.

سوق خالٍ من التمييز؟

قامت Hem & Hyra بمراجعة إحصاءات القضايا المتعلقة بالسكن التي تم تقديم بلاغات بشأنها، والتحقيقات والحالات المؤكدة لدى أمين المظالم المعني بالتمييز  من عام 2015 حتى يونيو 2023.

و تُظهر الإحصاءات أنه من بين 738 بلاغا، قام أمين المظالم المعني بالتمييز بالتحقيق في 17 بلاغا فقط. وهناك خمسة قضايا أخرى لا تزال قيد التحقيق. وهذا يعادل ثلاثة بالمائة من البلاغات.

ومن بين الـ17 بلاغا التي تم التحقيق فيها، أدى بلاغان فقط إلى تأكيد حدوث التمييز بالفعل. وهذا يعني ثلاثة أجزاء من الألف من جميع البلاغات.

كيف يمكن أن يحدث هذا؟

ـــ في السابق كنا نختار البلاغات التي نرى أنَّ تقييمها يمكن أن يكون أساسا لوضع سوابق. ولكن الآن نركز على القضايا التي نرى فيها إمكانية للمساهمة في تحقيق العدالة للفرد المتضرر. و لا نزال لا نستطيع معالجة جميع البلاغات، بل نقوم بموازنة تعتمد على وقت حدوث الواقعة ومدى خطورة الحالة، تقول Carolina Stiwenius، محامية ورئيسة قسم في وحدة القانون لدى أمين المظالم المعني بالتمييز .

كلمة مقابل نظيرتها

مع وجود حالتين مؤكدتين فقط منذ عام 2015، قد يتولد الانطباع بأن سوق الإسكان خالٍ من التمييز؟

ـــ لا، لا يمكن التوصل الى هذا الاستنتاج. حيثُ لا تعكس التحقيقات الواقع بالكامل أبدا، بل تعكس ما أمكن الكشف عنه وما يمكن إثباته فقط. وغالبا ما تكون الأمور مجرد كلمات متضاربة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون العلاقة بين رفض شخص ما للسكن وأسباب التمييز واضحة بما يكفي ليتم تأكيد التمييز، تقول كارولينا.

Foto: Hans Alm

مثال:

من بين الـ 17 حالة التي تم التحقيق فيها، هناك حالة لرجل يحمل اسما عربياً كان قد انضم إلى قائمة انتظار السكن وتقدم لعدة شقق دون نجاح. أما مديرهُ، الذي يحمل اسما سويدياً، انضم إلى نفس القائمة بوقت قصير بعدهُ وتم عرض سكن له فورا. و نظراً لأن المدير كان لديه راتب أعلى، لم يتمكن أمين المظالم المعني بالتمييز من التأكد من أن الانتماء العرقي كان العامل الحاسم. لذلك، لم يتم تأكيد الحالة على أنها تمييز ضد الشخص العربي. 

ـــ قد يكون السبب في عدم حصول الشخص على السكن هو العرقية، ولكن يجب أن نتمكن من التأكد على أن الانتماء العرقي هو السبب الفعلي لاعتباره تمييزا، توضح كارولينا.

لإثبات ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى رسائل بريد إلكتروني، تسجيلات فيديو أو صوتية توضح أن سبب رفض السكن هو أحد الأسباب السبعة للتمييز (انظر إلى مربع المعلومات أدناه)

حالتان مؤكدتان

الحالتان المؤكدتان للتمييز تتعلقان بالإعاقة والعمر.

الحالة الأولى:

تتعلق بمالك خاص في مدينة Härnösand الذي أراد فرض إيجار أعلى بسبب توقعه زيادة التلف لأن الرجل الذي كان سيستأجر لديه إعاقة. عندما بدأ أمين المظالم المعني بالتمييز التحقيق في الأمر، اعتذر المالك وأدرك أنه تصرف بشكل خاطئ.

الحالة الثانية:

تتعلق بمؤسسة في Bromma تؤجر شققاً لكبار السن. حيثُ قامت بتغيير نظام قوائم الانتظار من أن يكون قائما على مدة الانتظار إلى إعطاء الأولوية للفئات العمرية بين 55-69 عاما أولًا، ثم بناءً على مدة الانتظار ثانيا. 

نتيجة لذلك، تم حرمان زوجين كان عمرهما حينها 74 و79 عاما من الحصول على شقة، رغم أنهما كانا يمتلكان نقاط انتظار أكثر.

ـــ لقد ارتكبوا خطأ وقاموا بتغيير نظام قوائم الانتظار بعد قرار من أمين المظالم المعني بالتمييز . و نحن راضون جدا، لقد حصلنا على ما نريد، يقول الرجل الذي قدم البلاغ ضد المؤسسة ويرغب في البقاء مجهول الهوية.

عندما يؤكد أمين المظالم المعني بالتمييز  حدوث التمييز، يمكن للشخص المتضرر أن يختار مقاضاة المالك في المحكمة، وحينها يمكن أن يتدخل أمين المظالم المعني بالتمييز كطرف لتمثيل الأفراد والمطالبة بالتعويض. لكن في الحالتين اللتين تم تأكيد التمييز فيهما، اكتفى المبلغون بتحقيق العدالة وتحسين سلوك المالكين.

استثناءات لمالكي العقارات

بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض البلاغات التي تقع بالكامل خارج نطاق ما يتعامل معهأمين المظالم المعني بالتمييز ، أي البلاغات التي لا تُعتبر تمييزا بموجب القانون الحالي. و لا يُعرف عدد هذه الحالات.

ـــ يمكننا تلقي بلاغات لا يكون فيها شخص معين هو المتضرر بل يكون الهدف هو لفت الانتباه إلى ظاهرة معينة أو بلاغات تفتقر إلى أساس التمييز أو موجهة ضد أفراد بدلاً من الشركات أو السلطات، تشرح كارولينا ستيفينيوس.

حتى بلاغ كارينا يوهانسون بعدم حصولها على موقف لسكوترها يقع ضمن هذه البلاغات التي تقع خارج النطاق هذا. لأن القانون الخاص بالتمييز في قضايا الإسكان يكون أضيق قليلاً. 

لو شعرت كارينا يوهانسون بالتمييز مرة أخرى، فستقوم بتقديم بلاغ إلى أمين المظالم المعني بالتمييز .

 الحماية تنطبق فقط على الحصول على السكن – أي الحق في الحصول على عقد إيجار. لكنها لا تنطبق على التسهيلات المتعلقة بالإعاقة. فبينما تكون المطاعم والمحلات التجارية ملزمة باتخاذ تدابير لزيادة التسهيلات لتجنب التمييز، فإن هذا الاستثناء يشمل مالكي العقارات بشكل واضح.

ـــ ليس من غير المألوف أن يشعر المرء بالتمييز عندما لا يحصل على موقف قريب من السكن أو تعديلات في المنزل. لكن هذا يقع خارج نطاق الحماية ضد التمييز، تقول كارولينا ستيفينيوس. 

هل هناك فائدة من التقديم إذن؟

ـــ نعم، من المهم جدا التقديم. أفهم أن البعض قد يعتقد أنه لا فائدة بالنظر إلى معدل النتائج. لكن هذا يسلط الضوء على المشكلات الهيكلية الموجودة ويزودنا بالمعرفة عن الوضع، تقول كارولينا ستيفينيوس.

كارينا يوهانسون في أوربرو غاضبة، لكنها توافق.

ـــ هذا يجعلني غاضبة جداً بسبب التحقيق في عدد قليل جداً من البلاغات. لكن إذا شعرت بالتمييز مرة أخرى، فسأقدم بلاغا لأنني أعتقد أنه من المهم أن يظهر ذلك في مكان ما، تقول كارينا يوهانسون.