أوامر باغتيالات، 60 كيلوغراما من الأمفيتامين و أسلحة مخبأة – هكذا تستخدم العصابات الشقق الفندقية: ” أنها مكاتب للمجرمين”
أصبحت الشقق الفندقية نشاطا مربحاً في المدن الكبرى. حيثُ يختار مالكو العقارات التخلي عن تأجير الشقق بشكل تقليدي وبدلاً من ذلك يؤجرون منازلهم أو أجزاء منها كالفنادق. مما يُحقّق إيرادات كثيرة.
و غالبا ما يتمُّ تسويق الشقق الفندقية كإقامة رخيصة للأشخاص الذين يسافرون. لكنَّ Hem & Hyra كشفت سابقا أنَّ عصابات من أوروبا الشرقية تُحوِّل غرفَ الشقق الفندقية إلى بيوت دعارة، حيث يتمُّ احتجازُ النساء المُستغلاّت كرهائن. ومثالٌ على ذلك تمَّ ممارسة تجارة الجنس بهذه الطريقة لسنوات عديدة في مبنى في سولنا تملكه شركة PP Pension، جمعية نقابة الصحفيين التقاعدية.
20 مثال على العصابات في الشقق الفندقية
في تحقيق واسع النطاق، يمكننا الآن أنْ نُوضحَ كيفَ تَستخدم العصابات هذه الشقق الفندقية لارتكاب جرائم خطيرة مثل القتل والاتجار بالمخدرات. ووجدنا أكثر من 20 مثالًا واضحاً فمن خلالِ الوثائق القضائية التي تعود للسنوات الأخيرةعلى استخدام العصابات الإجرامية للفنادق الشققية لارتكاب جرائم خطيرة مثل القتل، والاختطاف، و الاتجار بالمخدرات، وجرائم الأسلحة. و أصبحَ حجزُ الشقق الفندقية عبر مواقع مثل Airbnb وBooking ثم استخدام غرفها كأدوات للجريمة أمراً شائعاً بين العصابات.
أنشأ مجرمون من شبكة في سودرتاليا قاعدة لتحضير عمليات قتل وإخفاء أسلحة في هذه الشقة الفندقية.
– أولئك الذين يديرون العصابات يقومون بتوفير الطعام والأسلحة للأشخاص الذين يصلون إلى الفنادق الشققية. وفي موجة العنف الحالية، نعتقل الكثير ممن ينفذون الجرائم. المشكلة تكمنُ في الوصول إلى من يُصدّرون الأوامر، يقول توربيورن هيرمانسون، مفتش شرطة يعمل ضد الجريمة المنظمة في شرطة سودرتاليا.
عثرت الشرطة مرات عديدة على مستودعات أسلحة أخفتها العصابات في الشقق الفندقية. هذا المسدس الذي وُجد في صندوق إطفاء الحريق في ممر الفندق هو واحدٌ من الأمثلة على الادلة.
تمَّ ربطُ أشخاص على علاقة بالصراع بين العصابات الإجرامية في سودرتاليا- بحسب الشرطة- بشقة فندقية جنوب ستوكهولم. و هناك، أقام شابان في سن المراهقة بناءً على أوامر رجال آخرين بالتحضير لإطلاق نار على أعضاء عصابات أخرى.
تحضير جريمة قتل بسترات واقية من الرصاص
أقامَ الشابان في احدى الغرف لعدة أيام، حيث خزّنا أسلحة محشوّة بالذخيرة الحية واستخدما الغرفة كنقطة انطلاق للتخطيط للجريمة. الشخص الذي حجزَ الغرفة لمْ يكنْ له علاقة مباشرة بالأمر. وقد رتّب المراهقان سيارات للهروب، وسترات واقية من الرصاص، وأسلحة، وأقنعة للسطو، وتهيآ في الغرفة. حيثُ كانَ من المقرر أنْ يحصلَ الشابان على أموال مقابل تنفيذ المهمة. لكن بفضل المراقبة خارج الشقة الفندقية، تمكنتْ الشرطة من القبض على الشابين قبل تنفيذ الجريمة.
تم استخدام نفس الشقة الفندقية ايضاً من قبل مجرمين آخرين لتخزين الأسلحة، المخدرات، والأموال.
من بين القضايا الكبرى المتعلقة بالمخدرات في الشقق الفندقية، تَمكُّن الشرطة من ربط زعيم شبكة ”فوكس تروت”، روى ماجد، بمصادرة 300 كيلوغرام من المخدرات التي عُثر عليها في غرفة كانت تُستخدم كمركز توزيع للمخدرات.
كما خطط أفراد من عصابة الدراجات النارية ”Bandidos” لقتل زعيم عصابة منافسة. أثناء التخطيط للقتل، كان أحد الرجال يقيم في شقة فندقية في لينشوبينغ، فيما يبدو أنَّ رجلًا آخر قد اختبأ في شقة فندقية آخرى في Alvik ، حيث تم التقاطه لاحقا. استمرت الخطة، وتم استدراج زعيم العصابة المنافسة إلى مكان حيث أطلق مجهول عدة طلقات عليه، لكن بسبب استخدام ذخيرة غير مناسبة، نجا الضحية.
روى ماجد يدير تجارة المخدرات في الشقة الفندقية
يمكننا أن نرى أن جماعات إجرامية عديدة تستخدمُ الشقق الفندقية لإدارة تجارة المخدرات. فقد شارك زعيم شبكة ”فوكس تروت” روى ماجد في محادثة تتعلق بإدارة تجارة ضخمة للمخدرات، تضمُّ أنواع مختلفة من المخدرات. وكانت شقة فندقية في Älvsjö، خارج Stockholm واحدة من المراكز المهمة لهذه التجارة. هناك، قام رجل يبلغ من العمر 36 عاما بنقل ما لا يقل عن 60 كيلوغراما من الأمفيتامين من Malmö.
يظهر شخصان مرتبطان بشبكة إجرامية وهما ينقلان صناديق تحتوي على 60 كيلوغراماً من الأمفيتامين إلى شقة فندقية في ستوكهولم.
و تُظهرُ لقطات المراقبة كيف يحصل الرجل على مساعدة من امرأة تبلغ من العمر 24 عاما لحمل صناديق نقل عديدة مليئة بالأمفيتامين إلى الغرفة التي حجزتها الشبكة.
إنشاء مركز لتجارة المخدرات في الغرفة
المرأة تولّتْ السيطرة على المخدرات بعد ذلك. وعندما قامت بتسجيل الدخول إلى الشقة الفندقية وبدأت في تقسيم الأمفيتامين إلى وحدات أصغر، اتخذت الشبكة الخطوة التالية. شباب مختلفون كانوا يترددون على الغرفة في الشقة الفندقية في مجموعات، يحملون حقائب كبيرة وأكياس بلاستيكية لاستلام المخدرات. من المحتمل أنهم كانوا يخططون لبيعها لاحقا.
نقلت الشبكة أنواعا أخرى من المخدرات إلى الغرفة نفسها، وعندما شنت الشرطة مداهمة، وجدت أكثر من 300 كيلوغرام من المخدرات التي كانت العصابة تخزنها هناك. فقط الـ 60 كيلوغراما من الأمفيتامين تساوي في السوق ما يقارب من 14 مليون كرون.
يقول نديم غزالي: ”إنه أمرٌ خطير للغاية أن تصبحَ الشقق الفندقية بمثابة مكتب للمجرمين.”
نديم غزالي، وهو شرطي سابق عملَ شرطيا لسنوات عديدة أما الان فهو يعمل مديراً تفيذياً لـ Nattvandring.nu، وقد أعربَ عن ردة فعله القوية تجاه المواد التي ظهرت في تحقيق Hem & Hyra.
– إنه أمرٌ خطير للغاية أنْ تُصبح الشقق الفندقية بمثابة مكتب للمجرمين. وأن يعتقدَ المجرمون أنّ هذا هو الخيار الأقل خطراً يعني أيضاً أنَّ الوضع بشكل عام يمثل مشكلة كبيرة.
تدربوا على استخدام الأسلحة في الغرفة
تتصدرُ صفقات المخدرات وخطط القتل الحالات التي تجدها Hem & Hyra. ففي حوالي عشرة من هذه الحالات، يمكننا أن نرى كيف تخطط العصابات لعمليات قتل في الشقق الفندقية، بما في ذلك جريمة قتل معروفة لأم أحد زعماء شبكة ”فوكس تروت”. كما يمكنك أن تقرأ هنا، أنه تمّ التخطيط للجريمة في شقة فندقية، حيث تدرب القتلة المأجورون على استخدام الأسلحة في الغرفة.
قائمة العصابات المجرمة الذين يستخدمون الشقق الفندقية طويلة جدا. و لا يشعر توربيورن هيرمانسون بالدهشة من تحليل Hem & Hyra، ويقول إنّ استخدام الشقق الفندقية كأداة للجريمة شائع جداً بين العصابات حالياً.
– في موجة العنف الحالية، نرى بوضوح أنهم يستخدمون مثل هذه الأماكن.
يشرح توربيورن هيرمانسون أنّ هناك العديد من المزايا لاستئجار غرفة في شقة فندقية.
– قد تحتاج العصابات إلى مكان بسرعة لا يمكن تتبعه.وقد يكون ذلك للاختباء من الشرطة أو الأشخاص الآخرين الذين يلاحقونهم، لتخزين الأموال، والمخدرات، أو مكان للاجتماع قبل تنفيذ اعمال العنف. أو قد يكون حتى مكاناً يلتقون فيه ويضعون خطط الجرائم، لأنهم يعرفون أننا نراقب مواقع اجتماعاتهم باستخدام وسائل تقنية.
إدارة المخدرات: تقوم الشبكات الإجرامية بتخزين وبيع المخدرات في الشقق الفندقية. يمكن أن تعمل هذه الفنادق أيضاً كنقاط تسليم بين مختلف سعاة المخدرات التابعين للعصابات.
عمليات القتل: في التخطيط للقتل، تستخدم العصابات الإجرامية غالباً اليوم الشقق الفندقية لإعدادها. حيثُ يقوم الأشخاص القياديون في الشبكة بحجز الغرف عبر الإنترنت. في الغرف هذه، يتمُّ وضع قتلة شباب يحصلون على أسلحة وطعام وتعليمات حول كيفية تنفيذ القتل. قبل وبعد تنفيذ الجرائم، يتواجد القتلة فيا الشقق الفندقية حتى لا يتمكنوا من العثور عليهم من قبل الشرطة أو خصوم العصابات الآخرين.
تخزين الأسلحة: تقوم العديد من العصابات بتخزين أسلحتها في الغرف التي يقيمون فيها. في حالات أخرى، يقوم الجناة بإخفاء الأسلحة في أماكن قريبة. عندما كان رجال من مجموعة إجرامية يقيمون في شقة فندقية في Norsborg خارج ستوكهولم، قام أحدهم بإخفاء مسدس وذخائر حية في صندوق إطفاء الحريق في الممر خارج الغرفة.
الاجتماعات: غالباً ما تراقب الشرطة مساكن العصابات الإجرامية وكيفية تحركهم. لتجنب القبض عليهم أثناء اجتماعات التخطيط المهمة، يمكنهم حجز غرف في الشقق الفندقية والاجتماع هناك بعيدا عن الأنظار.
أماكن الاختباء: قبل وبعد عمليات القتل وأعمال العنف الأخرى، وأثناء أوامر القبض، يمكن للعصابات الإجرامية الاختباء في الغرف الشقق الفندقية، حيث لا توجد صلة بينهم وبين الأماكن، على عكس الشقق العادية.