خبيرة فرنسية باللغة السويدية
أليس من الصعب حقا تعلم لغة جديدة عندما يكون الشخصُ بالغاً؟
– لا، إنها مجرد خرافة، هناك أشياء ثلاثة تتلخص بـ: الإرادة، الدافع الذاتي والوقت. لا يهم كم هو عمرُ المرء، لقد تعلمت اللغة السويدية بسرعة، وقد يستغرق تعلُّمها وقتاً أطول بالنسبة للآخرين. فكري في أولئك الذين فرّوا من الحرب وغادروا الوطن والذكريات، فقد يستغرق هؤلاء بعضاً من الوقت، الشيء الصعب في تعلّم اللغة هو النطق، بعض الأصوات لا يمكن تعلّمها كشخص بالغ، فالنطق هو ما يكشف أولئك الذين تعلموا لغة ما في مرحلة البلوغ.
لديك مكتبان وأريكة وسرير مزدوج في غرفة المعيشة الصغيرة الخاصة بك، هل المكان كافٍ؟
– لا يشكل المكان اية مشكلة. أعتقد أنَّه الغرفة صغيرة ولطيفة، فهي ما تبقى من حياة أطفال زوجي عندما كانوا يأتون الينا كل أسبوعين. لدي الآن ورشة صغيرة، حيث الوّن الزجاج في غرفة النوم الصغيرة ولدى زوجي صالة ألعاب رياضية في غرفة النوم الكبيرة، ولا نزعج بعضنا البعض في غرفة المعيشة، وعندما أعمل فيها مثلاً بإمكان زوجي الذهاب الى السرير وبالعكس.
أنتِ مدرسة للغة السويدية، كيف شعرتِ عندما انتقلتِ إلى السويد كشخص بالغ؟
– جئت إلى هنا كزوجة من الاتحاد الأوروبي لعائلة في ستافان تورب (Staffanstorp ) عندما كنت في العشرين من عمري، لقد كنت كورقة بيضاء و عند قدومي إلى هذا البلد، شعرت أنه يمكنني أن أكون كما اريد وبالفع حدث هذا، ومن ثّم درستُ السويدية في دورة اللغة وقمت باستعارة الكتب من المكتبة التي قرأتها بمساعدة قاموسي. أنا أحب اللغة السويدية، انها جميلة جدا. بعدها درست لأكون مُعلِّمة. أن أكون قادرة على مساعدة الناس في المجتمع، هو ما اعشقه حقاً، أشعر أنني أصنع فرقاً بالفعل.
ما هو أصعب شيء تعلمتيه باللغة السويدية؟
– أدوات التعريف (En أو ett). لماذا تطلق أداة التعريف En على الكرسي ولكن ett على المائدة؟ لا توجد قواعد ولكن عليك تعلمها فقط، وحروف الجر لماذا تقول ” säga till ” ولكن ” berätta för ”. أقول لطلابي أن عليهم تقبل بعض الأشياء، وعادة ما يمزحون ويقولون إنهم سوف يحضرون دورة القبول.
قمتي بالاستقالة من مهنتك الدائمة كمدرسة، لماذا؟
– أردت أن أعمل ككاتبة ولمْ أستطع تقليل ساعات عملي الى النصف، عندها قدمت استقالتي. والآن يُطبع كتابي الأول وهو كتاب مدرسي باللغة السويدية لكنني ما زلت أدرّس اللغة السويدية كلغة ثانية، كموظفة بالساعة في Folkuniversitetet.
من يأتي الى مقهى لغتك؟
– أناسٌ من جميع أنحاء العالم، بعضهم فرَّ من الحرب في سوريا أو قَدِموا من أفغانستان، وآخرون تزوجوا من سويدي وانتقلوا الى هنا من البرازيل أو تايلاند، إنها فئة عمرية كبيرة جداً. في أكتوبر، وبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لجمعية اتحاد المستأجرين، قمتُ بتقديم معجنّات صنعتها بنفسي و في كل مرة في غرفة جمعية اتحاد المستأجرين. ففي المرة الاولى جاء ثلاثة فقط، والآن يحظرُ عشرون شخصاً في كل مرة، عندها أدركت أنه لا يمكن اللقاء بهم في المساء لضيق الوقت أما الآن فنلتقي في عطلة نهاية الأسبوع.
سيسيلي تاتار
العمل: تعمل حالياً في مقهى للغة في هارّارشرّ في اوكارب، وستنشر اول كتاب تعليمي لها عن اللغة السويدية.
العمر: ٤٢ عاماً.
السكن: شقة مكونة من ثلاث غرف في اوكارب.
العائلة: متزوجة من ماتس، وتهتم بأطفال زوجها، لديها ٥ اشقاء، و١٠ أطفال لا شقاءها ووالدين في فرنسا.
بالإضافة: مُدرّبة زومبا وتُلون الزجاج.
اهتمامات لغوية: تدير سيسيلي مقهى اللغة في جمعية اتحاد المستأجرين في اوكارب في كل شهر ومنذ خمسة سنوات.
” اعشق اللغة السويدية، انها لغة جميلة”.