مسنون متقاعدون يُطردون من شققهم بعد ثلاثين سنة من الايجار ” إنه أمرٌ محزن- هذه ليست بطريقة يُعاملُ بها الناس”
على طاولة المطبخ في Kareby ،Kungälv، يُوجدُ بريدٌ مُسجلٌ من مالك شركة Fastinvest AB يحتوي على مستند أنهاء العقد، وطلب بالانتقال من الشقة الحالية في غضون ثلاثة أشهر – أو ”في أقرب وقت ممكن”.
– كانت صدمةً بالنسبة لنا، كيف يمكنهُ أن يكون بهذه الوقاحة؟ يقول مونسون، نحنُ لم نتلقَ منذ 30 عاماً ايّة شكوى منه كما ندفعُ الايجارفي الوقت المحدد دائماًـ تقول ليلمور يونسون.
ويضيف يارل يونسون: اعتقدتُ أن قلبي قد توقف حال قرائتي للرسالة، كما يقول مونسون الذي نجا من عشرة نوبات قلبية سابقة.
تحت قفصه الصدري توجدُ آلة متصلة بجهاز إنذار في المنزل يُنبههُ عن حاجته الى رعاية طارئة، كلاهما يقتربان من الـ80 عاماً ولا يَريان ايَّ مخرج للمشكلة والبحث من جديد على شقة.
– هذا هو منزلنا، إذا أرادوا نقلنا، فعليهم حملنا خارجهُ، تخبرنا ليلمور مونسون بحزم.
– لا يتعلق الأمر بعقد إيجار بل بالمنزل الذي عشنا فيه ونعيش فيه حتى الموت، يعلق يارل مونسون
مستأجرون آخرون متضررون
مستأجرة أخرى متضررة تم إنهاء عقدها أيضاً تسمى آندي كليمنت (Andy Clement) والتي تعيشُ في المنزل المزدوج اي (دوبلكس).
– نحنُ محطمون نفسياً، فمنذُ وصول الرسالة لم نشعر بالراحة على الإطلاق، لقد عشنا هنا منذ 16 عاماً وعليّ أن اتشاجر من أجل ابني البالغ من العمر 12 عاماً كي يتمكن من البقاء في نفس مدرسته ومع أصدقائه، تُخبرنا اندي كلينت وهي جالسة في منزل مورسون وهي ترينا منزلها من خلال النافذة عبر العشب قبل أن يقوم مورسون بإنزال الستارة.
الجاروإحتياطي مجلس الإدارة دافيد سيدكول (David Sydkull) رفضَ الإجابة عن أسئلة صحيفتنا، حيث تتألفُ شركة السكن التي تدعى بـ (Fastinvest AB) من شخصين هما دافيد سيدكول (David Sydkull) واخيه رئيس الشركة دانيل آبلسون (Daniel Abelson).
– قامت الشركة بإنهاء عقد المستأجرين وفقاً لقانون انهاء العقد والذي ينصُّ على الإعلام بإنهاء العقد في غضون ثلاثة أشهر، ويوجد نص القانون هذا في عقود ايجاراتهم، كما يجيبنا دانيل آبلسون.
مبيعات غير واضحة
إطلعت صحفيتنا على البريد الذي ارسلته الشركة الى المستأجرين المهددين بترك شققهم في شهر يونيو/ حزيران من هذا العام، ويقال إنّ سبب الطرد هو:” بيع الفلل الى أربعة أفراد / عائلات مختلفة سوف تنتقل لتعيش في هذه الشقق” وأنَّ: ”المالكون الجدد يريدون الانتقال في أسرع وقت ممكن”، الاّ أنَّ المعلومات العامة في مكتب المساحة Lantmäteriet تُظهرُ أنه لم يتم تسجيل المالكين الجديد.
يجيب دانيل ابلسون عن هذا :”نعم ، لقد تم بيعها، لكن تسجيل تغيير الملكية لا يتم الا عند إنتقال المالكين الجدد إليها”.
هل يمكنني رؤية شئ ثبوتي حول عملية البيع؟
– لا، لانستطيع إظهار ذلك فإتفاقات وعقود الشركة سرية.
ويخبرنا الرئيس التنفيذي للشركة في نفس الوقت أنه يتوجب على المستأجرين الانتقال من منازلهم بسبب البيع ويقول أنهم سيعرضون الشقتين الى البيع.
– يمكن لأي شخص أن يقوم بالمزايدة والشراء، وسأتصل الآن بسمسار العقارات ولن ننتظر الى عملية البيع، وسأبدأ في التحضير الفعلي الآن.
لكن ألم يباع المنزل بالفعل؟ هكذا نصّت الرسالة التي تم ارسالها من قبلكمم في شهر يونيو؟
– بالتأكيد، لكننا اتفقنا مع المشترين على الانتقال في 1 أكتوبر/ تشرين الاول، لكن المشكلة هي أن المستأجرين لم يبدأوا تحركهم ، كما يقول دانييل أبيلسون ، الرئيس التنفيذي لشركة Fastinvest.
الطعن في إلغاء عقد الايجار
ويطعن المستأجرون المتضررون الآن بقرار الغاء عقود ايجاراتهم ويأملون في محاكمة من قبل لجنة شؤون الإيجار المسؤولة عن عن حلّ النزاعات بين المستأجرين والمؤجرين.
المحامية في جمعية إتحاد المستأجرين ساندرا نوغويرا (Sandra Nogueira ) مهيئة لمساعدتهم.
وتتسائلُ هي ايضاً كالمستأجرين المتضررين فيما اذا تمَّ بالفعل بيعٌ شرعي للشقق.
– لم نرَ أي عقود شراء أو أي شيء يثبت أنه تمَّ بالفعل بيع صحيح للعقارات، وبغض النظر، لا يمكنك بيع عقار مُتسأجر، تجيبنا المحامية ساندرا نوغيرا.
– قانون الإيجار يبقى ساريَ المفعول لأن المالك يدير تأجير الشقق السكنية في نشاطات تجارية، وتواصلُ ساندرا نوغيرا قولها، لا يهم ما إذا كان منزلا مزدوجا ام لا (دوبلكس).
23 مليون كمورد مادي
بالإضافة إلى البيع المزعوم، هناك حجة أخرى من شركة السكن تنص على أنه و”بسبب الوضع المالي الحالي” تمَّ البيع.
الا أنَّ آخر تقرير إقتصادي سنوي لشركة السكن لعام 2018 يُظهر خسارة تقدر بـ 512 كرونة فقط، وفي الوقت نفسه، هناك دخل ثابت من الإيجارات يزيد عن 1.7 مليون كرونة سويدية وموارد بشكل رئيسي من عقارات تزيد قيمتها عن 23 مليون كرونة، بما في ذلك الممتلكات التي تضم الكنيسة الأرثوذكسية السورية في بيرجسون (Bergsjön).
ومع ذلك، لا يعتقد الرئيس التنفيذي دانيال أبيلسون أن هذه الموارد لها علاقة بالموارد الاخرى المتعلقة بنفس الشركة.
– ببساطة حصلت على صفقة جيدة و سريعة للبيع، انتهزتها، كما يقول دانيال أبيلسون.
عاش كلٌّ من ليلمور ويارل في الشقة لمدة 30 عاماً والان يضطران الى الانتقال. هل تشعر بأي مسؤولية تجاههما؟
– ماذا تقصدين؟ بأي شكل نشعر بأي مسؤولية؟
يبدو انَّ الزمنُ بالنسبة إلى ليلامور ويان قد توقف منذ تلقيهما بريد إنهاء عقد الايجار.
محامية نقابة إتحاد المستأجرين تقول أنهما مشمولين بقانون الإيجار وبالتالي بمايسمى بحماية الملكية، هذا يعني أن لهما الحق في تجربة الأمر والبقاء حتى يتم البت في القرار نهائياً.
– إنَّ قلق فقدان منزلنا الحبيب لا يزال موجوداً طوال الوقت ، كما يقول مونسون