وثائقي يصف لأول مرة مرفت في السويد
ما هو شعورك وأنت تشاهدين نفسك في السويد؟
في البداية شعرت بالإحراج. ولكن بعد ذلك حصلت على تعليقات جميلة، من المعلمة والأصدقاء. الناس يحددون هويتي. الجميع يقول لي: بأنني قوية. والان أفكر، أنَّ ليدهم الحق. أنا فعلا قوية. لأنني كافحت.
كيف كان الوضع عند مغادرة سوريا؟
لم تكن لدي حياة سيئة في سوريا، ولكن لم يكن لديَّ أي مستقبل أيضا. كانت هناك حرب وكنت مطلقة ووحيدة مع أولادي الثلاثة. وهذا الوضع لم يكن عاديا كما هو الحال في السويد. أردت المجيء للسويد من أجل خلق حياة أفضل لي ولأولادي. وقد سمعت أنَّ السويد تهتم بالأطفال. هنا باستطاعتهم الدراسة. كنت ربة بيت فقط في سوريا، على الرغم من أنَّ هذا ليس جيدا للأطفال.
أنا أفتقد سوريا، والديّ، أخواتي. ولدي تخوف من أنَّ الأطفال سينسون كلًّ هذا، ولهذا نتكلم العربية فقط في البيت وأحاول أن أخبرهم عن الحياة هناك.
كيف كانت الرحلة الى هنا؟
كان الهروب صعبا، صعبا للغاية. انتظرنا في تركيا لبضعة أشهر لأني لم أتجرأ ان أرمي نفسي في قارب صغير في البحر. كانت هناك فوضى، والكثير من الناس تهرب. وأخيرا لم يعد لدي خيار. لم أستطع إعالة نفسي، ولم يكن باستطاعة أطفالي الذهاب الى المدرسة. فكرت حينها إما أن اموت مع اطفالي سوية او ننجو وفي انتظارنا حياة أفضل. مشينا من اليونان على الاقدام ساعات عديدة. بعدها ركبنا في القطار. نمنا في الشوارع. وبعد خمسة عشر يوما وصلنا.
ومنذ عامين تمكنت مرفت واطفالها الثلاثة من العيش في شقة استأجرتها في مدينة مالمو. وبعدها يجب أن تجد سكنا آخر من تلقاء نفسها.
كيف كان هو الوصول الى بلد جديد؟
على الإنسان أن يكون إيجابيا ومنفتحا عندما يقدم الى بلد جديد. أنا وحيدة مع أطفالي الثلاثة وكنت مضطرة على تولي مسؤولية حياتي الخاصة. ولا أملك أي شخص أتكأ عليه.
الان، تسكنين في مالمو
نعم، تقرر سكني في مدينة مالمو بعد أن عشت في مخيم في أنْغَلْهولم. لم ارد ترك انغلهولم ابدا لكن البديل كان إيجاد سكن بنفسي ولم أستطع تحقيق هذا الشئ. عندها فكرت انَّ مالمو على ايّة حال تقع في مقاطعة سكونة. وحصلت على شقة هنا في مالمو لأنني كنت سعيدة للغاية على حصولي أخيرا للشقة وغرفة نوم لوحدي ونسيت تماما انغلهولم.
هل لديك عقد اولي؟
لا، سكنّا هنا لمدة عامين وبإمكاننا السكن لمدة عامين أخرين. بعدها يتوجب عليّ أن أجد سكنا آخر بنفسي. لدي رغبة كبيرة في الرجوع الى انغلهولم لكن اطفالي ترسخوا هنا في مالمو. لا يمكننا الانتقال هكذا دائما. فأنا أتطلع أن يكون لدي بيت.
ماذا تعملين حاليا؟
أنا أدرس ”السويدية للأجانب”. اللغات فعلا ممتعة. لكني اريد ان اعمل، خاصة مع الناس كمترجمة فورية مثلا.
Sana Aljazairi
مترجمة وصحفية لجريدة Hem &Hyra
هربت من سوريا مع أولادها الثلاثة.
الاسم: مرفت شيخ شوق.
العمر: ٣١ سنة.
موضوع الساعة: وثائقيات التلفزيون السويدي SVT بعنوان ” ألف يوم في السويد”.
الأصل: حلب، سوريا.
العائلة: ثلاثة أولاد أحمد ١٥ سنة، نادين ١٣ سنة، وحنين ٦ سنوات. الوالدين والاخوات في سوريا.
نصائح مرفت لك كقادم جديد الى سويد
- تحلى بالصبر. كل شيء يحتاج الى الوقت. من الصعب الانتظار الى قرار البقاء وكل دوائر الدولة تحتاج الى الكثير من الوقت من أجل الرد.
- تجرأ على أن تعاشر الناس وأن تحتل المكان. لا يهم إذا ارتكبت خطأ ما عند تحدثك اللغة السويدية. الأهم أن تتجرأ. فلن يسخر منك أحد.
- تعلم اللغة، فهي مفتاح كل شيء.
