ميسم يحذّر من شبكة عقود الإيجار بالأسود
تبدأ قصة ميسم شخيصي في سكن مصلحة الهجرة في مالمو 2012. كان وافداً جديداً من إيران، ويستمع إلى محطة ”راديو أفا” الناطقة باللغة الإيرانية. كان هدف ميسم هو الانتقال إلى ستوكهولم، وسمع عن طريق الراديو إعلاناً دعائياً عن توفّر شقق شاغرة في العاصمة تحديداً. الشقق صغيرة وباهظة التكلفة؛ 5100 كرونة لقاء 20 متراً مربعاً، ولكن ميسم لم يتردد بعدما سمع من صديق له بأن الشقق موجودة فعلاً.
الشقة موجودة، ولكن تبين أن 5100 كرونة لم تكن التكلفة الوحيدة؛ فقد ذكر ميسم أن الشخص الواسطة طالب بمبلغ 5000 كرونة كرسوم وساطة، وطالب بمبلغ إضافي بمقدار 15000 كرونة يجب دفعها نقداً باليد وبالأسود إلى شخص آخر. وبالإضافة إلى تلك الرسوم، يجب عليه أن يودع لديهم مبلغ 5100 كرونة. وهذا ما حدث بالفعل. ولدى ميسم الآن عقد يسري مفعوله منذ الأول من شهر أبريل/نيسان 2013 ”وحتى إشعار آخر”. اسم المؤجِّر هو Projektboende””، وهي شركة اشتهرت بارتفاع الإيجار.
مضت سنة ونصف سنة. والآن استلم ميسم رسالة بأنه يجب القيام باستبدال التمديدات الصحية كلها على نحو طارئ. وبعد ذلك استلم عدة رسائل أخرى. وتواريخ جديدة للانتقال من الشقة. وعلى عجل. وعلم في آخر رسالة أنه تم إلغاء عقده، وأنه لن يعود إلى الشقة بعد ترميمها.
تم تقديم بلاغ إلى الشرطة، وطالب العديد من المستأجرين باستعادة أموالهم، ولكن تم إغلاق القضية لعدم وجود إثباتات بارتكاب تجاوزات غير قانونية. وقام القانونيون لدى اتحاد المستأجرين بالنظر في القضية، وتقييمهم هو أن المبلغ الوحيد الذي يمكن المطالبة باستعادته هو المبلغ المودَع.
بينغت أومان، الحقوقي لدى اتحاد المستأجرين، اتصل بميسم وبمستأجرين آخرين تضرّروا من الإجراءات التي قامت بها الشركة المؤجِّرة ”Projektboende”.
– يقول بينغت: لقد التقينا بالعديد من المستأجرين الذين ذكروا قصصاً مشابهة، ولكن عندما يتعلق الأمر بادّعاء أنه تمّ بيع عقود الإيجار بالأسود، فإن المحاكم تضع شروطاً قاسية على الإثباتات، والمستندات التي اطلعنا عليها لا تثبت ارتكاب جريمة.
– لقد ارتكب الأشخاص الذي يقفون وراء ”Projektboende” عملية خداع ساخرة وماكرة ضد مجموعة الناس الذين لا يعرفون كثيراً عن كيفية سير الأمور في السويد. وللأسف فقد تدخل اتحاد المستأجرين بالقضية بعد فوات الأوان، ولن يكون باستطاعتهم إنقاذ بعض الأموال لصالح المستأجرين.
سفين بلومكفيست في ”Projektboende” ينكر على نحو قاطع بأنه كان هناك مبالغ بالأسود تتعلق بالعقود. ويقول: ”نحن نعمل على إعادة بقية الأموال”.
– وليس هناك سوى أشخاص قلائل لم يستعيدوا الأموال التي دفعوها كإيداع، وذلك بسبب عدم حصولنا على عناوين الجميع.
سميرة، صديقة ميسم والتي قامت بالترجمة أثناء المقابلة، لا تزال تكافح من أجل تقديم العون. وهي لا تعرف ما الذي سوف يفعله المستأجرون، ولكن لا بدّ من أن يكون هناك سبيل لإحقاق الحق.
– ”هذه الهجرة التي تحدث الآن” … تقول سميرة: ”هناك أناس كثيرون عُرضة لأن يكونوا ضحايا في البلد الجديد. ومن السهل خداعهم”.
ولكن سفين بلومكفيست لا يوافقها الرأي، ويقول:
– ”إنهم ليسوا عُرضة للخداع. لقد حصلوا على معونات للإيجار، ولم يضطر أي منهم للانتقال من مسكنه بسبب عدم دفع الإيجار”.
روجر روسينلوند